التواصل

سلسلة التوعية بنمط الحياة

التواصل عملية مهمة جدًا، فهو بمثابة الجسر الذي يصل بين الأشخاص في العلاقات ويحافظ على تماسكها. ويمكن لمهارات التواصل الجيدة أن تحسّن جميع نواحي حياتك وتساعدك حتى في إدارة وزنك.

يستدعي التواصل التحلّي بمهارات الخطابة والاستماع على حدٍّ سواء. ستساعدك وحدة "تكوين العلاقات والدعم الاجتماعي" و"الحضور الواثق" من سلسلة التوعية بنمط الحياة في بناء هذه المهارات، وستقدمان لك وسائل لتحسين قدرتك على الاستماع للآخرين والتأكّد من فهمهم للرسالة التي تنوي إيصالها.

في أي عملية تواصل، تكون إما المتحدث أو المستمع، وغالبًا ما تكون كليهما. كل دور منهما يتطلب مهارات مهمة لكن مختلفة. والجمع بين مهارات "الإرسال" و"الاستقبال" الجيدة سيساعدك في التواصل بشكل فعال أكثر، ويقلّل أو يتخلص من التوتر أو الضيق الذي يشعر به الناس غالبًا عند التعامل مع الآخرين.

من شأن مهارات التواصل الفعالة أن تزيد من ثقتك بنفسك وتحسّن من مهارات التكيف لديك وتساعدك في الحفاظ على السيطرة على حياتك، وكلها عوامل أساسية تصب في نجاح إدارة الوزن.

فكّر قبل أن تتحدث

إن كان عليك أن تكتب رسالة مهمة، فإنك تفكّر في كيفية التعبير عن نفسك قبل أن تبدأ بكتابتها، والأمر نفسه ينطبق على التواصل اللفظي.

قبل أن تقل أي شيء، لا بد أن تحدّد الرسالة التي تريد إيصالها. ولأن الرسائل مستقاة من أفكارنا ومشاعرنا، فالخطوة الأولى في إعداد أي رسالة هي تحديد أفكارك وما تشعر به.

الخطوة التالية هي استخدام مهارات التواصل الواثق (التي نستعرضها لاحقًا) لإيصال الرسائل للمتلقي بأسلوب مباشر وصادق ومحايد عاطفيًا.

وأخيرًا، عليك أن تتأكد من أن المتلقي قد سمع ما قصدت بشكل دوري. لا يقوم الناس بهذه الخطوة دائمًا للأسف.

تتطلب مهارات التواصل الفعالة مستوى عاليًا من الوعي الذاتي. ومن شأن فهمك لأسلوبك الخاص في التواصل أن يسهم في ترك انطباعات جيدة دائمة عند الغير.

يعاني الناس غالبًا من صعوبة في التعبير عن مشاعرهم الحقيقية بالكلمات، ما يجعلهم يقدمون رسائل خاطئة أو مُضلِّلة. يستجيب المستمع عادة لما قلته أو ما يظن أنك قد قلته، حتى إن لم يفهم ما كنت تقصده فعلاً. يؤدي هذا الأمر لسوء الفهم والضغينة والتوتر وعدم تلبية الأشخاص لاحتياجات بعضهم البعض. تشمل العوامل التي من شأنها أن تُضعف من قدرتك على التعبير عن مشاعرك بوضوح ما يلي:

1. عدم فهمك لمشاعرك الخاصة
2. التعبير عن المشاعر السلبية أو محاولة إخفائها
3. ردود الفعل المستعجلة على قول أو موقف معيّن
4. الخوف من ردة فعل المتلقي

تحرّي المعلومات وتقييم استجابة المتلقي يعدّان وسيلتان للتقليل من تشتت الرسالة والتوتر الناجم عن ذلك بينك وبين المستمع

1. تحرّي المعلومات: فن تدقيق الكلام

قبل أن تتحدث، تحقق مما تنوي قوله من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:

• المحتوى - بمَ أشعر أو أؤمن؟
• الوضوح - هل سيفهم المتلقي الكلمات التي أختارها؟ هل الكلمات التي انتقيتُها هي أبسط ما يمكنني اختياره دون التضحية بالمعنى؟
• الإيجاز - هل استفضت بالكلام أكثر من اللازم؟ هل أضفت تفاصيل غير ضرورية قد تشتت المتلقي أو تربكه فلا يستطيع فهم النقطة الرئيسية التي أريد إيصالها؟
• الأهمية - هل أهمية الرسالة واضحة لنفسي أو للمتلقي بشكل جيد؟ العناصر غير اللفظية - هل لغتي مناسبة؟ انتبه لوضعية يديك وذراعيك عند تمرّنك على ما تقوله.

2. تقييم الاستجابة - التأكد من تلقي الرسالة

على الشخص المُرسِل أن يقيّم استجابة متلقي الرسالة. كيف كانت ردة فعله؟ إن كانت ردة الفعل تدلّ على فهم فحوى الرسالة، تابع الحوار حتى يصل نهايته المنطقية. إن كانت استجابة المتلقي تدلّ على عدم فهمه للرسالة، أو تلقيت ردة فعل غير ملائمة، عدّل رسالتك حتى يؤكّد لك المتلقي أنه فهمها كما قصدتها. ماذا لو لم يفهم المتلقي الرسالة حتى مع محاولتك قصارى جهدك أن تعبّر عنها بوضوح؟ أحيانًا لا يكون المتلقي مستعدًا للتواصل بغض النظر عن جودة إيصالك للرسالة. إن حدث ذلك، اطلب إنهاء النقاش بأدب ثم تابعه بعد أن يأخذ كليكما وقتًا للهدوء والتفكير مليًا. إن كان التقدم غير ممكنًا والمشكلة حرجة، فقد تحتاج لتدخّل أحد الخبراء. يمكن الاستعانة بوسيط لتيسير عملية التواصل في أماكن العمل، وأما فيما يخص القضايا الأسرية، فيمكن الاستعانة بمستشار عائلي.